أجمع جل المتتبعين هنا بجنوب إفريقيا، من تقنيين وصحفيين بأن أداء المنتخب الوطني خلال اللقاءين الأوليين أمام تونس والطوغو كان جيدا، وهذا بغض النظر عن انهزامه وخروجه المبكر من الطبعة الـ 29 من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013، التي كان المنتخب الوطني أحد المرشحين بقوة للذهاب بعيدا خلالها..
وبالرغم من أن منطق كرة القدم لا يعترف سوى بالفوز أو الخسارة، فإن لا أحد ينكر المستوى الفني الذي قدمه رفقاء فيغولي لحد الآن فوق الميدان، و سيطرتهم الكاملة على مجريات اللعب في كلتا المواجهتين، وهذا باعتراف منافسيه، حيث كان المدرب التونسي سامي الطرابلسي اعترف بقوة المنتخب الوطني وسيطرته على مجريات المباراة التي فاز بها "نسور قرطاج" في الوقت بدل الضائع بفضل لقطة فردية قام بها يوسف المساكني. وفي نفس الاتجاه ذهب المدرب الفرنسي للمنتخب الطوغولي ديديه سيكس، الذي أشاد بأداء الخضر أمام فريقه.
وإذا كان أداء الخضر تحسن كثيرا مقارنة بالسنوات الأخيرة، تبقى التشكيلة الوطنية تعاني الكثير من النقائص، سواء في الدفاع، الوسط وخاصة الهجوم، والتي من الضروري تصحيحها قبل شهر مارس، تاريخ استئناف التصفيات الخاصة بالمونديال والمباراة المرتقبة أمام منتخب البينين.
مشكلة الجهة اليمنى للدفاع تبقى قائمة
وتبقى الجهة اليمنى للدفاع إحدى أهم نقاط ضعف المنتخب الوطني، حيث لم يتمكن المدرب الوطني وحيد خليلوزيتش من إيجاد حل نهائي لهذا المنصب، وهو ما جعله متردد ما بين إشراك مدافع ريال سوسييداد الإسباني ليامين كادامورو الذي لم يكن أداءه مقنعا في المباراة الأولى أمام تونس، ولاعب أجاكسيو الفرنسي مهدي مصطفى.
حليش مازال بحاجة لبعض اللقاءات ويسترجع إمكانياته
كانت عودة رفيق حليش واسترجاعه مكانته في محور الدفاع أثلجت صدور أنصار المنتخب الوطني، إلا أن مدافع أكاديميا البرتغالي ما يزال بحاجة إلى لقاءات أخرى حتى يسترجع كامل إمكانياته الفنية والبدنية.
قادير خيّب آمال الجزائريين وعقله كان في مرسيليا
وبدون منازع كان فؤاد قادير اللاعب الذي خيّب آمال جميع الجزائريين، وهذا من خلال المستوى الهزيل الذي قدمه في اللقاءين، حيث لم يقدم ما كان منتظرا منه، ويبدو أنه كان حاضرا هنا في هذه النهائيات بجسده فقط، لكن عقله كان هنالك في مرسيليا، حيث ينتظر أن يدشن رسميا دخوله بألوان "لوام".
فيغولي على آثار زياني
وعلى عكس فؤاد قادير، فإن مهاجم فالونسيا الإسباني سفيان فيغولي يستحق كل الثناء من خلال العزيمة والإرادة والجدية التي يلعب بها، وكذا الأداء الذي أصبح يقدمه مع الخضر من مباراة إلى أخرى، حيث يسير على آثار صانع ألعاب الخضر السابق كريم زياني.
إيجاد صانع ألعاب حقيقي ضروري
ومهما يكن يبقى المنتخب الوطني بحاجة إلى صانع ألعاب حقيقي، طالما أن فيغولي يكون أكثر فعالية كمهاجم حر وليس في الوسط الهجومي، وهو الدور الذي كان بإمكان وحيد خليلوزيتش إسناده لرياض بودبوز في ظل عدم امتلاكه خيارات أخرى في هذا المنصب.
عودة يبدة والتحاق بلفوضيل وبراهيمي سيحل مشكلة الهجوم
ولعلّ العودة المرتقبة لحسان يبدة بعد نهاية الكان قد تكون الحل الأمثل لتنشيط خط الوسط الهجومي، وهذا في انتظار إلتحاق متوسط هجوم بارما الايطالي إسحاق بلفوضيل، وربما متوسط ميدان غرناطة الإسباني ياسين براهيمي، وهو ما كان تمناه خليلوزيتش عندما أكد بأن التشكيلة الحالية بحاجة إلى ثلاثة أو أربعة لاعبين فقط لتكون أقوى وأحسن.